وَسُئِلَ   رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى  عَنْ   الْمُفْسِدِينَ  فِي الْأَرْضِ ; الَّذِينَ يَسْتَحِلُّونَ أَمْوَالَ النَّاسِ وَدِمَاءَهُمْ : مِثْلَ السَّارِقِ  وَقَاطِعِ الطَّرِيقِ : هَلْ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا  مِنْ  مَالِهِ ؟ أَوْ يُقَاتِلَهُمْ ؟ وَهَلْ إذَا قَتَلَ رَجُلٌ أُحُدًا مِنْهُمْ : فَهَلْ يَكُونُ مِمَّنْ يُنْسَبُ إلَى النِّفَاقِ ؟ وَهَلْ عَلَيْهِ إثْمٌ  فِي قَتْلِ مَنْ  طَلَبَ قَتْلَهُ ؟ 
				
				
				 فَأَجَابَ :  أَجَمَعَ الْمُسْلِمُونَ  عَلَى جَوَازِ   مُقَاتَلَةِ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ   وَقَدْ  ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ   صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ  قَالَ :   {   مَنْ قُتِلَ  دُونَ  مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ   }  .  " فَالْقُطَّاعُ " إذَا طَلَبُوا  مَالَ الْمَعْصُومِ لَمْ  يَجِبْ عَلَيْهِ أَنْ يُعْطِيَهُمْ شَيْئًا بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ  ; بَلْ يَدْفَعُهُمْ بِالْأَسْهَلِ فَالْأَسْهَلِ  فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِعُوا إلَّا بِالْقِتَالِ فَلَهُ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ  فَإِنْ قُتِلَ  كَانَ شَهِيدًا  وَإِنْ قَتَلَ وَاحِدًا مِنْهُمْ  عَلَى  هَذَا الْوَجْهِ  كَانَ دَمُهُ هَدَرًا ;  وَكَذَلِكَ  إذَا طَلَبُوا دَمَهُ  كَانَ لَهُ أَنْ يَدْفَعَهُمْ وَلَوْ بِالْقَتْلِ إجْمَاعًا  ;  لَكِنَّ الدَّفْعَ عَنْ الْمَالِ لَا يَجِبُ بَلْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ الْمَالَ وَلَا يُقَاتِلَهُمْ .  وَأَمَّا الدَّفْعُ عَنْ النَّفْسِ  فَفِي وُجُوبِهِ قَوْلَانِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ  أَحْمَد  . 
							
				 
            