وَسُئِلَ   رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى  عَنْ   مَمَالِيكَ ضَمِنُوا رَجُلًا  وَكَانُوا مَمَالِيكَ إنْسَانٍ وَهُوَ مُسْلِمٌ نَجِسٌ بِبِلَادِ   التتر  . وَهُمْ مُتَّفِقُونَ  عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يَطْلُبُونَ الْحَجَّ  وَيُصَلُّونَ  وَيُزَكُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُوَ  غَلَبَ عَلَيْهِ الْعِصْيَانُ يَمْنَعُهُمْ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ; فَلَمْ تَطِبْ  لَهُمْ  مُخَالَفَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ; وَهُوَ قَاطِعُ طَرِيقٍ وَشَارِبُ خَمْرٍ  وَزَانٍ وَتَارِكٌ لِلصَّلَاةِ  وَقَاتِلٌ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَيَطْلُبُونَ مِنْهُ الْبَيْعَ ; فَلَمْ يَبِعْهُمْ وَيَطْلُبُونَ الْعِتْقَ فَلَمْ يُعْتِقْهُمْ وَكُلَّمَا  تَلَفَّظُوا لَهُ بِشَيْءِ  مِنْ  ذَلِكَ  ضَرَبَهُمْ وَيَسْجُنُهُمْ فَيَمُوتُوا  جُوعًا فَاتَّفَقُوا وَهَرَبُوا إلَى مِصْرَ طَالِبِينَ طَاعَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَمِنْهُمْ الْيَوْمُ حُجَّاجٌ . فَهَلْ  فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ نَصٌّ  لِأَجَلِ  أَبْقِهِمْ ؟ 
				
				
				 فَأَجَابَ : إذَا  كَانُوا  كَمَا ذَكَرُوا   يَمْنَعُهُمْ  ذَلِكَ الرَّجُلُ  مِنْ فِعْلِ مَا  أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُكْرِهُهُمْ  عَلَى فِعْلِ مَا  نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ  :  كَانَ خُرُوجُهُمْ  مِنْ  تَحْتِ يَدِهِ جَائِزًا ; بَلْ وَاجِبًا وَقَدْ أَحْسَنُوا فِيمَا  فَعَلُوا فَإِنَّهُ لَا حُرْمَةَ لِمَنْ يَكُونُ  كَذَلِكَ ; إذْ لَوْ  كَانَ  فِي طَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ  فَكَيْفَ إذَا  كَانَ  فِي طَاعَةِ   التتر  ؟ فَإِنَّهُ يَجِبُ قِتَالُهُ .  وَإِنْ  كَانَ مُسْلِمًا . وَهَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ فَرُّوا بِأَنْفُسِهِمْ قَدْ أَحْسَنُوا  فِي  ذَلِكَ  وَالْعَبْدُ إذَا  هَاجَرَ  مِنْ  أَرْضِ الْحَرْبِ  فَإِنَّهُ حُرٌّ ; وَلَا حُكْمَ عَلَيْهِ لِأَحَدِ .