مسألة تاليةمسألة سابقة
				
				
				
					
					
						
				
				متن:
				 فَصْلٌ  وَكَذَلِكَ   لَفْظُ " الصَّالِحِ " وَ " الشَّهِيدِ " وَ " الصِّدِّيقِ " : يُذْكَرُ مُفْرَدًا ; فَيَتَنَاوَلُ النَّبِيِّينَ  قَالَ تَعَالَى  فِي حَقِّ   الْخَلِيلِ  :   {   وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ  فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ  فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ   }  .  وَقَالَ :   {   وَآتَيْنَاهُ  فِي الدُّنْيَا  حَسَنَةً وَإِنَّهُ  فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ   }  .  وَقَالَ   الْخَلِيلُ  :   {  رَبِّ  هَبْ  لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ   }  .  وَقَالَ   يُوسُفُ  :   {   تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ   }  .  وَقَالَ   سُلَيْمَانُ  :   {   وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ  فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ   }  .  وَقَالَ النَّبِيُّ   صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمُتَّفَقِ  عَلَى صِحَّتِهِ   {  لَمَّا  كَانُوا يَقُولُونَ  فِي آخِرِ صَلَاتِهِمْ : السَّلَامُ  عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ السَّلَامُ  عَلَى فُلَانٍ  فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ذَاتَ يَوْمٍ إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ فَإِذَا  قَعَدَ أَحَدُكُمْ  فِي الصَّلَاةِ ; فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْك  أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ  وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ  عَلَيْنَا  وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِذَا  قَالَهَا  أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ لِلَّهِ  فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ   }  . . الْحَدِيثَ . وَقَدْ يُذْكَرُ " الصَّالِحُ مَعَ غَيْرِهِ " كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {   فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ  أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ   }  .  قَالَ  الزَّجَّاجُ  وَغَيْرُهُ : الصَّالِحُ : الْقَائِمُ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَحُقُوقِ عِبَادِهِ . وَلَفْظُ " الصَّالِحِ " خِلَافُ الْفَاسِدِ ; فَإِذَا  أُطْلِقَ فَهُوَ الَّذِي  أَصْلَحَ جَمِيعَ  أَمْرِهِ فَلَمْ يَكُنْ  فِيهِ شَيْءٌ  مِنْ الْفَسَادِ فَاسْتَوَتْ سَرِيرَتُهُ وَعَلَانِيَتُهُ وَأَقْوَالُهُ وَأَعْمَالُهُ  عَلَى مَا يُرْضِي  رَبَّهُ ;  وَهَذَا يَتَنَاوَلُ النَّبِيِّينَ وَمَنْ دُونَهُمْ . وَلَفْظُ " الصِّدِّيقِ " قَدْ جُعِلَ هُنَا مَعْطُوفًا  عَلَى النَّبِيِّينَ ; وَقَدْ وَصَفَ  بِهِ النَّبِيِّينَ  فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : {   وَاذْكُرْ  فِي الْكِتَابِ إبْرَاهِيمَ إنَّهُ  كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا   }  -   {   وَاذْكُرْ  فِي الْكِتَابِ إدْرِيسَ إنَّهُ  كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا   }  .  وَكَذَلِكَ " الشَّهِيدُ " قَدْ جُعِلَ هُنَا قَرِينَ الصِّدِّيقِ وَالصَّالِحِ وَقَدْ  قَالَ : {   وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ   }  .  وَلَمَّا قُيِّدَتْ الشَّهَادَةُ  عَلَى النَّاسِ وُصِفَتْ  بِهِ الْأُمَّةُ كُلُّهَا  فِي قَوْلِهِ : {  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ  عَلَى النَّاسِ  وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا   }  . فَهَذِهِ شَهَادَةٌ مُقَيَّدَةٌ بِالشَّهَادَةِ  عَلَى النَّاسِ كَالشَّهَادَةِ الْمَذْكُورَةِ  فِي قَوْلِهِ : {   لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ   }  . وَقَوْلِهِ   {   وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ  مِنْ رِجَالِكُمْ   }  . وَلَيْسَتْ هَذِهِ الشَّهَادَةُ الْمُطْلَقَةُ  فِي الْآيَتَيْنِ بَلْ  ذَلِكَ كَقَوْلِهِ : {  وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ   }  .