مسألة تاليةمسألة سابقة
				
				
				
				متن:
				 فَصْلٌ وَ "   الْإِيمَانُ بِالرُّسُلِ   " يَجِبُ أَنْ  يَكُونَ جَامِعًا عَامًّا مُؤْتَلِفًا لَا تَفْرِيقَ  فِيهِ وَلَا تَبْعِيضَ وَلَا اخْتِلَافَ ; بِأَنْ يُؤْمِنَ بِجَمِيعِ الرُّسُلِ وَبِجَمِيعِ مَا  أُنْزِلَ إلَيْهِمْ . فَمَنْ  آمَنَ بِبَعْضِ الرُّسُلِ  وَكَفَرَ بِبَعْضٍ أَوْ  آمَنَ بِبَعْضِ مَا  أَنْزَلَ اللَّهُ  وَكَفَرَ بِبَعْضٍ  فَهُوَ كَافِرٌ  وَهَذَا حَالُ مَنْ بَدَّلَ  وَكَفَرَ  مِنْ   الْيَهُودِ   وَالنَّصَارَى  وَالصَّابِئِينَ ;  فَإِنَّ  هَؤُلَاءِ  فِي  أَصْلِهِمْ قَدْ يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَعْمَلُونَ صَالِحًا ; فَأُولَئِكَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .  كَمَا  قَالَ تَعَالَى : {   إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ  هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ  آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا  فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ  رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ   }  وَنَحْوُهُ  فِي الْمَائِدَةِ . وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ  فَآمَنَ بِبَعْضٍ  وَكَفَرَ بِبَعْضٍ  كَمَا  قَالَ تَعَالَى عَنْ   الْيَهُودِ  :   {   وَإِذَا  قِيلَ  لَهُمْ آمِنُوا بِمَا  أَنْزَلَ اللَّهُ  قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا  أُنْزِلَ  عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا  وَرَاءَهُ   }  الْآيَاتِ  وَقَالَ تَعَالَى :   {   إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ  يَتَّخِذُوا بَيْنَ  ذَلِكَ سَبِيلًا   }   {   أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا   }  الْآيَةَ .  وَقَالَ تَعَالَى :   {   قُولُوا  آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا  أُنْزِلَ إلَيْنَا وَمَا  أُنْزِلَ إلَى إبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ   }  الْآيَتَيْنِ  وَقَالَ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ   {  آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا  أُنْزِلَ إلَيْهِ  مِنْ  رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ  آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ  مِنْ رُسُلِهِ   }  وَقَالَ :   {  شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى  بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا  بِهِ إبْرَاهِيمَ  وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ  أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا  فِيهِ   }  .  وَذَمَّ الَّذِينَ  تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا  فِي الْكُتُبِ وَهُمْ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضٍ دُونِ بَعْضٍ فَيَكُونُ مَعَ هَؤُلَاءِ بَعْضٌ وَمَعَ هَؤُلَاءِ بَعْضٌ كَقَوْلِهِ : {  وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا  فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ   }  وَقَوْلِهِ :   {   وَمَا اخْتَلَفَ  فِيهِ إلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ  مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ   }  وَقَوْلِهِ :   {   وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ  أُوتُوا الْكِتَابَ إلَّا  مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ   }  وَقَالَ تَعَالَى :   {   إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ  وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ  فِي شَيْءٍ   }