سُئِلَ   رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  عَنْ   قَوْله تَعَالَى {   قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ  عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي   }  ؟ وَهَلْ الدَّعْوَةُ عَامَّةٌ تَتَعَيَّنُ  فِي حَقِّ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَمْ لَا ؟ وَهَلْ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ دَاخِلٌ  فِي هَذِهِ الدَّعْوَةِ أَمْ لَا  وَإِذَا  كَانَا دَاخِلَيْنِ أَوْ لَمْ يَكُونَا فَهَلْ هُمَا  مِنْ الْوَاجِبَاتِ  عَلَى كُلِّ فَرْدٍ  مِنْ أَفْرَادِ الْمُسْلِمِينَ  كَمَا تَقَدَّمَ أَمْ لَا ؟ وَإِذَا  كَانَا وَاجِبَيْنِ فَهَلْ يَجِبَانِ مُطْلَقًا مَعَ وُجُودِ الْمَشَقَّةِ بِسَبَبِهِمَا أَمْ لَا ؟  وَهَلْ لِلْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ  وَالنَّاهِي عَنْ الْمُنْكَرِ أَنْ يَقْتَصَّ  مِنْ الْجَانِي عَلَيْهِ إذَا  آذَاهُ  فِي  ذَلِكَ لِئَلَّا يُؤَدِّيَ إلَى طَمَعٍ مِنْهُ  فِي  جَانِبِ الْحَقِّ أَمْ لَا ؟  وَإِذَا  كَانَ لَهُ  ذَلِكَ فَهَلْ  تَرْكُهُ  أَوْلَى مُطْلَقًا أَمْ لَا ؟ ؟ . 
				
				
				 وَالْقِيَامُ بِالْوَاجِبَاتِ :  مِنْ الدَّعْوَةِ الْوَاجِبَةِ وَغَيْرِهَا يَحْتَاجُ إلَى شُرُوطٍ يُقَامُ بِهَا  كَمَا جَاءَ  فِي الْحَدِيثِ :   {   يَنْبَغِي لِمَنْ  أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ  وَنَهَى عَنْ الْمُنْكَرِ أَنْ  يَكُونَ فَقِيهًا فِيمَا يَأْمُرُ  بِهِ فَقِيهًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ رَفِيقًا فِيمَا يَأْمُرُ  بِهِ رَفِيقًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ حَلِيمًا فِيمَا يَأْمُرُ  بِهِ حَلِيمًا فِيمَا يَنْهَى عَنْهُ   }  فَالْفِقْهُ قَبْلَ الْأَمْرِ لِيُعَرِّفَ الْمَعْرُوفَ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ وَالرِّفْقُ عِنْدَ الْأَمْرِ  لِيَسْلُكَ  أَقْرَبَ الطُّرُقِ إلَى تَحْصِيلِ الْمَقْصُودِ وَالْحِلْمُ بَعْدَ الْأَمْرِ لِيَصْبِرَ  عَلَى أَذَى الْمَأْمُورِ الْمَنْهِيِّ فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَحْصُلُ لَهُ الْأَذَى  بِذَلِكَ .  وَلِهَذَا  قَالَ تَعَالَى :   {   وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ  عَلَى مَا  أَصَابَكَ   }  وَقَدْ  أَمَرَ نَبِيَّنَا بِالصَّبْرِ  فِي مَوَاضِعَ  كَثِيرَةٍ  كَمَا  قَالَ تَعَالَى  فِي أَوَّلِ الْمُدَّثِّرِ : {   قُمْ  فَأَنْذِرْ   }   {  وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ   }   {   وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ   }   {   وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ   }   {   وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ   }   {   وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ   }  وَقَالَ تَعَالَى :   {   وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا   }  وَقَالَ :   {   وَاصْبِرْ  عَلَى مَا يَقُولُونَ   }  وَقَالَ تَعَالَى :   {   وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ  مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا  عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى  أَتَاهُمْ نَصْرُنَا   }  وَقَالَ :   {   فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ   }  . وَقَدْ جَمَعَ سُبْحَانَهُ بَيْنَ التَّقْوَى وَالصَّبْرِ  فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : {   لَتُبْلَوُنَّ  فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ  أُوتُوا الْكِتَابَ  مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا  وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا  فَإِنَّ  ذَلِكَ  مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ   }  . وَالْمُؤْمِنُونَ  كَانُوا يَدْعُونَ إلَى  الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَمَا  أَمَرَ  بِهِ  مِنْ الْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ  عَمَّا  نَهَى اللَّهُ عَنْهُ  مِنْ الْمُنْكَرِ فَيُؤْذِيهِمْ الْمُشْرِكُونَ   وَأَهْلُ الْكِتَابِ  . وَقَدْ  أَخْبَرَهُمْ  بِذَلِكَ قَبْلَ وُقُوعِهِ  وَقَالَ  لَهُمْ : {  وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا  فَإِنَّ  ذَلِكَ  مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ   }  وَقَدْ  قَالَ   يُوسُفُ   عَلَيْهِ السَّلَامُ   {   أَنَا يُوسُفُ  وَهَذَا  أَخِي قَدْ  مَنَّ اللَّهُ  عَلَيْنَا إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ  فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ   }  . فَالتَّقْوَى تَتَضَمَّنُ طَاعَةَ اللَّهِ وَمِنْهَا الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالصَّبْرُ يَتَنَاوَلُ الصَّبْرَ  عَلَى الْمَصَائِبِ الَّتِي مِنْهَا أَذَى الْمَأْمُورِ الْمَنْهِيِّ لِلْآمِرِ  النَّاهِي .